تحديات الطاقة - جريدة الرأي الاردنية



إن وضع سياسات واستراتيجيات لقطاع الطاقة يرتبط باستراتيجية شاملة للتنمية المستدامة، وعلى واضعي تلك الاستراتيجيات اعتماد مبدأ الترشيد في استهلاك الطاقة ودعم سياسات تشجيع النقل العام وتطوير بدائل مجدية.

لا شك أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك ما يزيد عن 50% من الاحتياطي العالمي للنفط وما يزيد عن 40% من الغاز الطبيعي. ونحن هنا في الاردن من الدول التي تعتمد أساسا على مصادر الطاقة المستوردة (بترول، غاز، ،،، الخ) وان أسعار مشتقات البترول آخذة بالارتفاع الأمر الذي أصبح يشكل عبئا على خزينة الدولة والذي بدوره ينعكس سلبا على كلفة إنتاج المنتجات الصناعية وخدمات الماء والكهرباء، وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام فقد واصل الطلب العالمي نموه الأمر الذي جعل الدول النامية غير قادرة على ملاحقتها وان مصدر البترول الرخيص قد ذهب والى الأبد فالنمو في الطلب نتيجة تسارع النمو الاقتصادي في معظم مناطق العالم كالصين، الهند، والولايات المتحدة اكبر من الانخفاض في الطلب نتيجة ارتفاع الأسعار، ومعظم التوقعات تشير إلى أن نموا كبيرا في الطلب على النفط في السنوات القادمة حتى مع ارتفاع الأسعار وسيصل لمعدلات عالية، لذا بات لزاما علينا وضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة هذا التحدي وهذا يعتمد على دعم استخدام الطاقة المتجددة من جانب ومن جانب آخر إيجاد بدائل مناسبة للحد من الاستهلاك بتحسين كفاءة إنتاج قطاع الكهرباء وتشجيع سياسة استخدام وسائل النقل العام والحد من التوسع في استعمال السيارات الخاصة كونها المستهلك الأكبر، وإعادة النظر بالدعم المقدم لهذا القطاع مع ما يتناسب والاستراتيجية.

إن بروكسل إحدى العواصم الأوروبية مثلا قد اعتمدت مؤخرا منع السيارات الخاصة طوال يوم واحد من الحركة داخل العاصمة والاستعانة بوسائط النقل العام و الدراجات الهوائية.

إن من بدائل النفط أو ما يسمى بالوقود الحيوي الذي ينتج من الزيوت النباتية والذي بات يستعمل في محطات الديزل المعدلة يستوجب الدراسة.

إن التفكير الجاد في بدائل الطاقة كان يجب أن يؤخذ به منذ زمن، سيما وان الجميع يعرف أن مستقبل النفط بالمنطقة آيل للنضوب وان حرق الصخر الزيتي قد بدأ التفكير به في بداية السبعينات ولكن لم يعط الاهتمام الكافي، أي أن التخطيط في هذا المجال آني ويعتمد على المستجدات وقد آن الأوان لإعطاء هذا الموضوع الأهمية التي يستحقها.

إن ما يقال أن الشمس تضئ الريف في الهملايا ليلا باستخدام الطاقة الشمسية كبديل للطاقة ليس ببعيد عنّا.

إن من البدائل الناجحة على الرغم من كونها مكلفة هي إطلاق مشاريع بناء المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية وان كانت مثل هذه المشاريع في دول المنطقة ليست ميسرة، على الرغم من تخلي معظم دول شمال أوروبا عن هذا الخيار وتصاعد أصوات أخرى تدعو إلى العودة لتشغيل محطات نووية أو عدم إغلاق المحطات القائمة.

إن انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط وتقلبات المناخ كما حصل في جنوب الولايات المتحدة وارتفاع الطلب الصيني على البترول رفع ثمن برميل البترول من حدّ 45 دولار ليصبح على حدّ 70 دولار.

إننا أمام تحد كبير، ففي نهاية العقدين القادمين سيزداد استهلاك النفط ليصل إلى ما يقارب من (120) مليون برميل زيت في عام 2020.

وبعيد عن كل التوقعات فيجدر بنا أن نعد اقتصادنا لزمن أللانفط. إن الحظ الأوفر للاستثمارات هو في الطاقة الشمسية مقارنة بمصادر الطاقة الواعدة الأخرى والأنسب لجغرافيتنا والانتباه لأهمية الاستثمار في الإنسان والبعد عن النمط الاستهلاكي في حياتنا لان الإنسان هو الثروة التي لا تنضب.

المهندس. عبد الرؤوف الشيخ